حسينية أبو صيبع
?ملخص محاضرة سماحة الشيخ حسن العالي (٧)صفر?
- ▪أحبونا حب الإسلام▪
في إرشاد المفيد قال زين العابدين (ع):(أحبونا حب الإسلام فمازال حبكم لنا حتى صار شينا علينا)
ذلك الحديث تكرر ذكره في كتب الخاصةو العامة و إن إختلفت الألفاظ في نقله بالزيادة و النقيصة إلا أنه مخرج و مروى عند الفريقين.
أنظار المحققين إختلفت في توجيه الحديث معناً ومضمونًا.
?عدة إتجاهات:
?إتجاه ١):قال أنه حديث مكذوب و موضوع ،إن بعض الوضاعين أراد إنتقاد تقديس و محبة أهل البيت المفرطة عند الشيعة فوضع الحديث إنتقادا لمحبتهم (ع).
ممكن دعم الإتجاه كون أن محبتهم من محكمات القرآن الكريم و ما خالف محكمات القرآن يسقط في الإعتبار؛ مودة القربى محكمة إذاً هناك إمكان لإسقاط الحديث.
~و لكن الرد:الحديث لا يتكلم عن أصل المودة و إنما عن تقنين و إرشاد المودة لنمط مقبول. إذاً لدينا توجيه للحديث.
?إتجاه ٢):الحديث بصدد إنتقاد المحبة الصنمية أي ذلك حديث صحيح و لكن (أحبونا حب الإسلام و لا تحبونا حب الأصنام ) لأهل البيت جنبتين : الأولى :شخصياتهم
و جنبة أخرى :هوية الإسلام أي المحبة لهم لما يمثلوا من توحيد أي لا بد أن لا تكون محبتهم صنمية شخصية.
?الرد:ذلك الكلام ظاهره صحيح و لكن هل يوجد فيهم ع جنبة ليست لله و ليست للدين و العبودية أم أن كل ما فيهم يمثل الإسلام ؟
(لو كان العقل رجلا لكان هو الحسن )أي جسد الدين و التوحيد ،فهم (ع) ليسوا كالممثل السينمائي الذي يمثل دور خلاف ما يكون عليه واقعه؛ ذلك إتجاه ليس بصحيح.
?الإتجاه٣)المجلسي :المقصود هو النهي عن ظاهرة الغلو أي أحبونا محبة موافقة لقانون الإسلام و قواعد الدين إن أحببتهم بتجاوز للحب فتلك ليست محبة للإسلام (صارت شينا علينا) .
?إتجاه ٤):أي أحبونا حبا كاملا تاما شاملا ،أي الاسلام معارف و طقوس و سيرة إذا أردت محبتهم محبة الاسلام أن تقتدي بهم في علمهم و في عملهم و لا يكفي الحب المجرد في تحقيق النجاة ذلك حب جامع و كامل.
حب الإسلام أي إجعلونا في المكانة الذي جعلنا الله فيها بالمراتب التي رتبنا الله فيها دون إنقاص و غير ذلك حب ليس بجامع.
و في الإتجاه الرابع “أحبونا حب الإسلام “يفتح الكلام لظاهرة خطيرة و هي ظاهرة النصب و الذي عانا منها الإمام الحسن( ع) حتى إضطر لتغيير إتجاهه من الثورة للصلح.
النصب له معنى فقهي و آخر معرفي. علماء الفقه إختلفوا في تعريف الناصبي .
~قيل :كل من وقع فيما يخدش عدالة أهل البيت (ع )فقد وقع في النصب.
~قول آخر:النصب هو تقديم أحد على الإمام علي (ع) ذلك نصب. يعني الغير إثنى عشري وقع في النصب.
~معنى آخر:الناصبي هو من نصب العداء للشيعة.
~الرابع :كل من سمع منقبة لعلي (ع )أو لأي من الأئمة فأنكرها فقد وقع في النصب.
?و المشهور النصب هو:المعلن لعداوة أهل البيت (ع) إذا أعلن العداء فقد وقع في النصب. أما
التعاريف السابقة على إثرها يكون الوقوع في خلاف الحق و الخروج عنه .
قيل :النصب في الدنيا قليل نادرا ما تجد من ينصب العداء فيهم (ع).
و لكن بعض المحققين في تعريف معرفي قالوا:كما أن المودة على أقسام كذلك البغض على درجات و لعل بعض الشيعة قد يقع في درجة من درجات النصب.
من سمع منقبة لمعصوم فأنكرها و قطب بوجهه و أتى بدال على ذلك ؛ألا ينطبق على بعض الشيعة؟
~المحققين :نعم الطبقة العليا للنصب هي الطبقة الفقهية ثم الدرجات لا يترتب عليها حكم فقهي و لكن يترتب عليها حكم عقائدي تؤثر على منزلة الإنسان يوم القيامة.
لذلك حذّر العلماء من العجلة في إنكار المقامات.
الخميني(رض) :(إن إنكار المقامات سنة الجهال)
لذلك نحتاج أن يطرح من جديد موضوع النصب لا لكي نثير خلاف أو نصنف المسلمين و إنما كي نصل لأعلى درجات الولاية لأهل البيت (ع).
في ضياء الصالحين :(الشيعي يدعو:أخرج النصب و البغض و الغلو من قلوبنا ..) كما يطلب التجنب من الغلو كذلك من النصب. لذلك العلماء إذا ورد ما يخص مقامات أهل البيت و لم يفقهوه قالوا:هم أعلم بما قالوا .فليس للفقهاء سنة الإنكار .
التقصير في المعرفة قد ظهر بجلاء في معاناة الإمام الحسن (ع) الذي قلب منهجه من ثورة لمصالحة إثر النصب.
يبعث معاوية رجلين يفسدا ما أقدم عليه الحسن ع ،فأي شيء أدل على النصب من مراسلة معاوية سرا؟ . حتى قالوا :(إن شئت إغتلناه).
أي شيء أدل على النصب بشيء من القول: (كفر و الله الرجل )أي الحسن (ع). و أي شيء أدل على النصب من أن الإمام يسير و حوله شيعته فيقوم من يطعن الإمام و يسقط سلام الله عليه ؟
ما معنى أن يقف له رجل فيقول :(السلام عليك يا مذل المؤمنين )(وددنا لو مت قبل أن تصالح )(أذللت رقابنا)؟
الإمام يقول في معالجة النصب :(و الله لو وجدت أنصارا لقاتلته ليلا و نهارا)
و كذا عندما قال لمعاوية:(لا خير فيك فالله برأك من الفضائل كما برأني من الرذائل )
منهج الإمام الحسن (ع) حكيم في الحفاظ على وجود الشيعة و مذهب أهل البيت (ع).
▪السلام عليك يا مولاي و رحمة الله و بركاته▪عظم الله لكم الأجر ▪نسألكم الدعاء▪
