?ملخص محاضرة سماحة الشيخ علي الجفيري الليلة(١٣)?
?آراء حول المنهجية الصحيحة للعبادة ?
قال تعالى(و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون)
تلك الآية قد وضحت لنا الهدف من الخلقة ؛فإن كان القول العبادة هي الهدف من الخلق ؛و بغض النظر عن مفهومها الخارجي عند البعض إلا أن الآية تبين واقع العبادة من الهدفية للخلق.
?أولا:معنى العبادة :المفهوم العام واضح و لكن كي لا نغفل عن بعض الجزئيات نقول هي:سلوكيات تشريعية و أفعال مأمورة من قبل الله تعالى.
و يؤسفنا التعامل مع العبادة كعادة مجتمعية فحسب تطلبا للإندماج في المجتمع.
و الواقع أن للعبادة أثر عام في المجتمع ،
هناك مجموع من البواطن و أسرار للعبادات فالتعامل بمعناها العام فيه تفويت لتلك الأسرار.
~لغة :الإنقياد و الخضوع (حقيقة الصلاة و الصيام خضوع).
~في الفقه هي:الفعل المأمور به شرعا مع قيد القربى و الإخلاص.
و لا مجال مفتوح فيها للإقتراحات و الإستذواق ،بل حتى لو كانت صلاة و فيها رياء تلك عبادة شكلية لا حقيقية .
~في الأخلاق هي:نصب العبد نفسه في وجه العبودية كحالة لا سلوك (س طباطبائي).
فيها روح الإستسلام لأمر الله و إستشعار العبودية .
?ثانيا :موقع العبادة في الحياة :
على ضوء الآية المباركة المتقدمة ؛اللام في ليعبدون لام غرضية و هنا إشكال١):أي هل هناك حاجة لله في عباده من باب نقص في الفاعل من أجل تتميمه؟
•الجواب:الله تعالى كما ثبت بالعقل و النقل غني عن العالمين و هو المفيض على كل المخلوقات المحتاجة إليه فلا تصور لنقص المفيض هنا.
?إذا ما المقصود من الغرض؟
•جواب:خلقهم لا لينتفع بهم بل لينتفعون به ليصلون إلى نعيم الأبد .
فالغرض تتميم للفعل لا الفاعل.
•إشكال ٢) :ليس كل الخلق يعبدون الله تعالى فهل الغرض هنا عبادة تشريعية أم تكوينية؟
•الجواب:يلزم ذلك الإشكال لو كانت لام إستغراق أي كل الجن و الإنس يعبدونه ،بل الواقع غرض تشريعي فالام هنا لام الجنس
و العبادة بهدف الإختبار و التشريع لا على نحو الجبر.
فنظام الكون مبني على تحقيق العبادة لا على نحو عادات و تقاليد ..فلابد من وجود عابد يعبد الله حق عبادته و هو المعصوم .
?ثالثا :ما هو المنهج الصحيح للعبادة ؛هل هي كم أم كيف أم الإثنين معا؟
~ قيل:الكم و بقدره تحقق العبادة و بنقصه تبتعد عنها.
~و آخر:العبادة روح و جوهر بكيف لا بكم ليس المهم القلة والكثرة.
~أيضا رأي:الكم و الكيف مهمان (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)النبي ص كان كثير العبادة فالكم معتبر في العبادة.
و كذا عبادة الزهراء و الحسن و الحسين ع كانت تبرز في الكم في أعلى الأعداد من عدد الركعات و كثرة الإستغفار فالعدد له أثره في معادلة العبادة.
و قيل الرؤية الواقعية :العبادة روح و قلب لا إعتبار في الكثرة (قليل من العمل مع التفكر أولى من عبادة بلا تفكر).
الإبستامة و النظر لوجه الوالدين من العبادات فلا تحسب أنها فقط صلاة و صيام .
?المنهج الثالث هو الصحيح :الكم مؤثر في معادلة العبادة كما في الكيف ؛كلاهما متعاضدان لا متخالفان ،علاقة تبادلية كلما فهم الإنسان العبادة دعاه ذلك لزيادتها من حيث الكم و إزداد معرفة لله عز وجل .
وعي الزهراء ع بالعبادة و بصيرتها أدت إلى أنها تدعوا للجار قبل أن تدعوا لنفسها ،كانت تشرق لأهل المدينة في محراب صلاتها.
الحمد لله رب العالمين