الجمعة , 29 مارس 2024

ملخص محاضرة الشّيخ حسن العالي – ليلة 6 من شهر محرم الحرام 1442 هـ

الليلة السادسة من محرم الحرام ١٤٤٢ هج

٢٥/٨/٢٠٢٠
الشيخ حسن العالي

صلة الرحم الروحي

قال تعالى ( و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب )

اشتملت الاية على ٣ أفعال يصلون و يخشون و يخافون …و ثلاثة الافعال جائت بصيغة المضارع فهل هناك نكتة معرفية لهذه الصيغة او ان الماضي كالمضارع بلا فرق

علماء المعرفة يقولون ان كل فعل اختياري يصدر من الانسان مسبوق بالتصورات الذهنية و التصديقات العقلية و الاحوال النفسية …

يريد الله منا الله ان نأتي بالافعال فقهيا او اخلاقيا على نحو المداومة و الاستمرار …عندما يأمرنا بصلة الارحام يريدها سيرة و طبعا مستمرا فلابد ان تصدر عن ملكة …اليس الذي يمتك ملكة الصدق على نحو الاستمرار لهجته صادقة

الاخلاقيات هذه نريدها ان تكون على نحو الدوام فتريدكم ان تكتسبوا هذه الملكات على نحو الدوام …

شدد الاسلام و المشرع الاسلامي على صلة الرحم ينحو منقطع ….شاهدين من الشواهد التي تؤكد هذا المعنى شاهد قرآني و شاهد روائي

١/ ( يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم و اولادكم عدوا لكم فاحذروهم و ان تعفو و تصفحوا و تغفروا فان الله غفور رحيم )

افضل معالجة لعداوة العدو هي القطيعة الا ان العداوة قد تكون من الاباعد و قد تكون من الاقارب ….ما هو الاسلوب و ما هي المعالجة التي قدمها القرآن لعلاج الاقارب الذين يحملون العداوة لرحمهم المؤمن ….تصر الاية الكريمة على عدم قطع الصلة و لكن عليك ان تستمر بالصلة باسلوب الحذر و اليقظة

الامر الثاني ان الرحم العدو لا يقابل بالقطيعة و الهجرة و لكن يقابل بالتواصل عبر اسلوب اجرائي تدبيري حكيم مع الصلة و التواصل الا انك في ترقب من خطر العداوة

قد يظن ان معنى الحذر هو سوء الظن و لكن يفسر بعنوان اخر ….سوء الظن يعني الاحكام المسبقة في العلاقات …انت تدخل بنفس مشحونة في صلتك لرحمك و هذا يؤدي لانفجار العلاقة

لكن الحذر اسلوب ذكي تدبيري من خلاله تمنع اذى العداوة التي يحملها القريب ….القرآن يقول ( و ان تعفوا و تصفحوا و تغفروا فان الله غفور رحيم ) هل تتناقض هذه العناوين مع الحذر ؟؟؟؟

مع الصفح و المغفرة الا انك تعيش اليقظة و الحذر و تتوقى من اخطار عداوة الاقارب ….كيف تجمع هذه العناوين بلا تزاحم ؟؟

الشاهد الثاني

٢/ شاهد روائي ….في روايات اهل البيت ذكروا اثارا و تداعيات خطيرة جدا لقطيعة الارحام …لم يكتفوا بذكر الاثار الاخروية فبعض النفوس لا ترتدع الا بالاثار الحاضرة المشاهدة ….لذلك بين الائمة التداعيات الدنيوية لقطيعة الارحام و لعل اكثر أثر هو بتر الاعمار و قصر الأجل …

عن يعقوب المغربي …دخلت على الكاظم فقال لي لقد وقع سوء بالامس بينك و بين اخيك فشمت بعضكم بعضا و تقاطعتم و ليس ذلك من ديني و لا من دين ابائي فعليك بتقوى الله فان الله سيعاقبكما بالموت

الامام يريد ان يقول له ان الاثر الوخيم من قطع الرحم من جهة رفعه صلة الرحم من جهة أخرى

عن عثمان قال احد اصحابنا للصادق عليه السلام ان اخوتي و ابناء عمي قد ضايقوني في الدار فلم يبقوا لي الا بيتا واحدا ….و لو تكلمت لاخذت ما في يدهم فقال له الامام اصبر فان الله تعالى سيعوضك فوقع وباء فمات اهله جميعهم …قال له الامام بعد ذلك ماذا صنع اهلك قال ماتوا جميعا و لم يبق احد قال ذلك لتجرأهم عليك و قطعهم الرحم بترت أعمارهم …

امام هذه الروايات الا يقف البصير متأملا و حذرا من تجاوز هذا الذنب العظيم ….الا ان هنا بحث مهم …..انعكاس الفقهيات في الاعتقاديات

من مميزات التفسير الروائي للائمة اية واحدة تفسر فقهيا و عقائديا و اخلاقيا …اما غير العارف بالدين فيقول احد التفاسير صحيحة و البقية مجعولة ….الائمة يريدون ان يقولوا ان الاحكام الخلائقية ينعكس نظيرها في العقائد فاذا كانت في الفقه واجبة فهي في العقائد أوجب و أوجب لان العقائد هس الفقه الامبر و الفقه هي الفقه الأصغر

مثال

اجرة الاجير …حرام ان تحرم الاجير اجرته …تأتي الروايات تقول ان هذا الحكم منعكس في العقائد ( قال رسول الله انا و انت يا علي أجيرا هذه الامة ) اذا كان الاجير الفقهي مشدد عليه ففي الاجير العقائدي تشديد أكبر

في صلة الرحم كذلك قد تكون في صلة رحم رحم محمد و ال محمد و قد تكون في قرابة رحمك فالاية لا تنزل في شئ واحد فقط ….فالاية تنطبق على الارحام الماديين ( الفقهية ) و تنطبق على الارحام الروحية ( العقائدية )

اذا كانت تداعيات قطيعة الرحم المادية خطيرة
صلة الارحام الروحية اوجب و لها تداعيات اخطر

الاباء على قسمين :

١/الاب الجسماني وسيلة لايجادك في الارض

٢/الاب الروحاني هم اساس الخلقة و هم الذين يرفعون البشر من عالم المادة الى عالم المعرفة ( يرفعك عن الدنيا )

الاباء الماديين لا يقارنون بالاباء الروحيين

العسكري يقول عليه السلام ايكره احد ان ينفى عنه اباه و امه اللذان ولداه فقال عليه السلام فليجتهد الا ينفى عن ابويه الذين هم اعظم من ابوي نفسه

نعيش غربة عن الصلة الروحية …اهظم مشكلة في المسلمين التقصير في صلة الرحم الروحي ..القطيعة مع الرحم الروحي
حيث تدعو بألبسة مقنعة للعداوة و النصب لأهل البيت عليهم السلام و ان كان بصيغة المناقشات العلمية

لقد دعانا القرآن لصور من الصلة و التواصل مع الرحم الروحي ( قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) من اعظم الصلات للاباء الروحيين ….كل فريضة لها امد الا فريضة المودة لأهل البيت فهي مستمرة لا انتهاء لها …( و اعتصموا بحبل الله جميعا ) من اعظم الصور و اعظم المعاني و الدروس كيف ننفصل عن الرحم الجسماني لصالح الرحم الروحي ….رجالات عظماء باعوا الحلائل و طلقوا الدنيا في سبيل الحسين ….كحبيب بن مظاهر

نسألكم الدعاء

شاهد أيضاً

الشيخ محمد الرياش – التغطية المصورة لذكرى رحيل منقذ البشرية رسول الله محمد (ص) | يوم 28 صفر 1442 هـ