الشيخ حسن العالي
ليلة 8 محرم ١٤٤٥ هج
26.7.2023
عنوان المحاضرة : عناصر التوبة الجادة
*درجات التوبة الحقيقية*
*((والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما)).*
بَّين القرآن الكريم محورا مهما وهو محور إختلاف إدارة الله في الوجود عن إرادات محاور الشر كما بينها في محاور كثيرة وهنا جزئية بما يقابلها من محور الشر وإراداتهم أن تميلوا يعني في الشهوات بلا حدود وفي آية أخرى قال تعالى والله يريد بكم اليسر بينما محور الشر يريد التكلف والتعب والعسر.
*لماذا اختلفت إرادة الله عن إرادة المحور الآخر؟*
اختصرها القرآن الكريم((تريدون عرض الحياة الدنيا والله يريد الآخرة))
هذه الآية المباركة تبين أساس إختلاف المحور الإلهي وإرادة الشر فالرؤية الآلهيه تنظر للآخرة نظرة عميقة وبعيدة بينما رؤية الشر تنظر نظرة قريبة تترتب عليها نوع القوانين
فمن أهم الموضوعات القرآنيه هو موضوع العوالم فالبناء على تعدد العوالم له سعة في الإرادة أما البناء على وحدة العوالم رؤيته ضيقة. فتحديد الرؤية العقائدية له دخاله على سلوك الإنسان.
لماذا القيود الصارمه ولماذا الأوامر والنواهي؟لماذا كل هذه الإجراءات الدينيه؟
لأنها رؤية تعتمد على رؤية بعيدة أخروية لا يدركها الانسان فلابد من التدخل الإلهي للعبور بسلام.
هل هي إرادة تشريعيه أم تكوينيه؟
الإرادة التكوينيه: هي تلك الإرادة التي لا يتدخل الانسان في تكوينها
الإرادة التشريعيه: هي تقرير الهي ولكنه فعله لا بد من تدخل الإنسان فيه كفعلية الصلاه.
إذن قوله تعالى يريد أن يتوب عليكم هي إرادة تشريعيه فالله يريد منا حاله من الاستمرار في الرجوع إليه وهذا لابد من تدخل الإنسان في القيام به.
ماهي مقومات التوبه والرجوع اليه
علماء المعرفة حددوا لها ثلاث مراحل:
1-علم يمثل مقدمات التوبه وهي الخروج من حالة الجهل بالمعصية الى حالة العلم بها والندم علبها.
2- حال حقيقة التوبة تمكن الذات من الارتكاز في نفسه
3- عمل نتيجة التوبه وتأتي بعد تصحيح سلسلة الأخطاء الماضيه وهي سلسله طويلة لتتمكن التوبة من ذات الإنسان.
الندم
2- العزم على عدم العودة
3- تأدية حقوق الناس المنتهكه
4- إذابه اللحم النابت من السحت
5- إذااقة الجسد ألم المعصيه كما ذاق حلاوة المعصيه
متى تبتدئ التوبه ومتى تنتهي؟
هنا تحدد نقطتان مهمتان:
1-ملاك التوبه وهي حالة من الاستمرارفي الاقتراب والرحيل لله بلا إنقطاع ولاحدود لأن المسافة بيننا وبين الله لا تنتهي
2- صراع عظيم بين قوتين وهي قوة العلم والمعرفة والحكمة وقوى الجهل والظلمانيه والشهوة
فمسألة التوبة لابد أن تكون من قبل الولادة من خلال الاختيار الصالح للزوجة والتسميه والمصاحبة وكما يقول الامام بادروا اولادكم بالحديث قبل أن تسبقكم اليهم المرجئه
فالتوبة والروحانيه في الدين ليس لها حد تنتهي عنده بل دائما وابدا في سلم الصعود لله
ولنا في أولاد الائمة وأهل البيت أسوة حسنة والقدوة الصالحه فمنذ نعومة أظافرهم وهم في حالة من التوبة وكانوا في المواقف الصعبة رجال وأعظم من الرجال وخير مثال شباب كربلاء وهم يتسابقون للمنيه من أجل الحسين ومنهم القاسم بن الحسن.
السلام على القاسم بن الحسن