الشيخ حسن العالي
ليلة 13 محرم ١٤٤٥ هج
31.7.2023
عنوان المحاضرة : الولاية مشروع الله للعوالم
عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال((بني الإسلام على خمس على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية وما نودي بشيءكما نودي على الولاية)) فهذه الروايه لها أبعاد فائقة الأهمية وتفاصيل مهمة وقبل الخوض في فيها لابد من التوثق من أنها روايه معتبرة أم لا.
لقد ذكر الأعاظم من أهل الإسناد والحديث أن الروايات تضافرت على أن الاسلام بني على خمس وكلها تقول ما نودي بشيء كما نودي على الولاية فقد بين الشيخ الداروي على اسناد الروايه وأنها كلها معتبرة فنحن أمام روايه ثقيلة الوزن من حيث الإسناد والاعتبار السندي ثقيلة من حيث المعنى والدلاله.
1- ماهي المسؤليه الفكرية والعقائدية التي تطرحها هذه الروايه علينا فأهم مسؤلية هي مسؤلية الفكر والعقائد فالنداء بها متكررًا في كل أصناف الوحي والحديث القدسي والحديث النبوي والسيرة النبويه فللتعرف على حقيقة هذا الأمر لابد من التعرف على القرآن لأخذ الدلائل القرآنيه فهو مفتاح تفسيري لاستنباط الباقات العظيمة للولايه فهي لا تقتصر على بعض الآيات العديدة بل هناك كم ضخم من الدلائل فمسؤليه الفكر والعقائد تحتاج لمعرفة عميقة في مواقع الإمامة في كل أصناف الوحي.
2- العلاقة بين الغدير والولاية فالولاية تحتاج للبحث في كل الجوانب للتعرف على الغدير كل شي أو أن هناك ولاية أكبر من الغدير، فمضمون الغدير لعدة توصيات إلهية من الكتاب والعترة والتوصية بولاية علي وولاية أهل البيت هي جزء من الولاية فالغدير ولاية بعدية أي بعد رحيل النبي وانتقاله من الدنيا تنتقل الولاية لعلي عليه السلام أما الولاية فهي أعظم وأكبر من الغدير فقد يخطأ البعض حين يسمي الغدير بنفس النبي ويشرك بين آية المباهلة وبين من كنت مولاه فالمباهلة هي النفسيه أي نفس النبي أما من كنت مولاه فولاية بعدية.
فكل مقام يُسند لعلي مع النبي فهو أعظم وأعلى شأنًا من المقام الذي يسند بعد النبي.
3-أن التفكير في موضوع الولاية فريضة عقلية مستمرة لا تنقطع بل هي أعظم من كل الفرائض فالولاية هي الفيصل للوصول للخط النبوي أم عدم الوصول فالتفكير العقلي اذا قادك لهداية الولاية تصل للخط النبوي وحقيقة النبوة.
أما لو انحرف التفكير او ارتبك فسوف يتخطى الإنسان الوصول الى الرسول.
فلابد من الإستمرار في التفكير الحاضر للولاية للوصول للرسول وولاية الله.
فهناك بعض الدعوات ذات الظاهر الأنيق مثل الدعوة بالمعنى الخطأ وطرح المشتركات بين المسلمين والتأكيد عليها فظاهرها جيد ولكن اذا لم يلتفت لفحواها قد يفرط الإنسان في الفريضة العقلية الدينيه للولاية فهي ذات حدين:
الحدالأول: لملمة شمل المسلمين وهذا شئ إيجابي.
الحد الثاني: هو حد سلبي لهذه الاسباب:
1- الحياة في ظل مذاهب أصحابها متشددون في طرح مذاهبهم ومتشددون في استحقار مذهبنا.
2- جهل بعض المتنورين الشيعه في خصوصيات الشيعه حتى في العقائد البديهيه.
3- شباب اليوم هم أصحاب الوجبات السريعه في المعرفة مع مرور الزمن تغيب الشعائر الخاصة وتموت المعرفه الدقيقة بالخصوصيات والدين الحقيقي فبدل من تقوم بمعرفة الحقيقة الدينيه الصحيحه تسعى للملمة الشمل. فالخصوصية الشيعية والحقائق الشيعية هي التي يدور حولها مدار الثواب والعقاب فاستعادة الولاية دائما لاستعادة خصوصياتنا وحقيقتنا ووفاء للدليل وللحقيقة وليست تعصبًا.
4- بين الولاية و العلمانيه فقد ذكر العالم الكبير مصباح اليزدي في كتابين الاول الإسلام يفدى بالارواح إن العلمانيه عدوا قديما للاسلام وخطورة العلمانين المتخفين اكثر من العلمانيين الواضحين.
وكتاب أشعة الولاية: أنه من يوم تم الإنقلاب على الولاية إنطلقت العلمانيه لأن آية إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا)) فالولاية هنا تعني التعيين والحكم والاتصال بالله فيوم إنقلب على الولاية أبعد محور الله عن التعيين وجعلت الصلاحية للبشر فظهرت الانتخاب والشورى.
فمجرد الغفلة عن الولاية تشتد العلمانية في الانسان فقد جاءت بعض الصوفيه وطرحت أنه نستطيع التوفيق بين ولايةالغدير وحكم أهل السقيفة،فالإمامة القطبية الروحية لا ينازع أحدًا عليا فيها فهي شأن روحي
أما إمامة الدنيا وتسيير الجيش والإدارة التنفيذية فنعطيها للطرف الآخر فهم قسموا الولاية قسمين وكذلك فعل معاوية حين قال أن ما كان لعلي حصل له فهو قد بلغ عن النبي أما شؤون الناس فلنا فهو بذلك قد فصل بين النبوة والامامة فالنبي كان نبي ووليا روحيا وكان قائدا سياسيا.
كما فعل الغرب في فصل الكنسيه عن السياسه فقد أوكلوا اليها الشأن الروحي وأمور السياسة للدولة.
أذن علينا أن نتمسك بالولاية لنبعد عن أنفسنا كل ألوان العلمانيه ويكون الدين هو حق وتزول كل صياغات البشر وتدخلاته فما الجريمة النكراء في كربلاء إلا بسبب الإرتداد عن الولايه إذ لم يحفظوا لأهل البيت ولا مقام واحد فقتلوهم وتركوا أجسادهم على رمضاء كربلاء بلا غسل وكفن
فالسلام على الحسين وعلى المستشهدين بين يديه