الشيخ حسن العالي
ليلة 9 محرم 1446 هـ
15.7.2024
عنوان المحاضرة : شبهة الأكل والمأكول واستحالة الرجعه
قال تعالى:{ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم}
إن عقيدة الرجعة من العقائد التي لم يخلو كتاب شيعه معتبر او غير معتبر إلا ونص عليها واعظم دليل على هذه العقيدة العظيمة النصوص المتعددة في القرآن الكريم لأن عقيدة الرجعه إذا أُسقطت من عقائد المؤمن فإنه يقع في إشكالات ومطبات كثيرة فهناك آيات محكمات لا تفسير لها الا على الرجعه.
هناك مشكله توقف عليها السنه والشيعه على قصر وملك الإمام الحجة بعد الظهور فذكرت الروايات 70 أو 90 سنة فطرح إشكال إن هذا أمر يستهجنه العقل فكيف يصبر على كل هذه المرارات أن ينشر رايه الاسلام والعدل في هذه المدة القليلة ومما يؤسف أن بعض العلماء أشاح الوجه عن هذا السؤال بأنه ليس مكلف بالجواب.
بعض اعلام السنه قال ببطلان هذه المدة وإن دوله العدل التي ستكون بعد الحجه أعظم لأنه سينزل عيسى المسيح وهو معصوم ويكمل مسيرة القسط والعدل وإنها الدوله الكريمة الأعلى من دوله الحجه.
فلو لم تكن عقائد الشيعه مبنيه على نظريه الرجعه وإن الرجعه من العقائد الأساسيه وآية البحث واحدة من الآيات التي تثبت عقيدة الرجعه ولكن أُثير حولها ضبابيه فقيل هل إن الآية تتحدث عن سردية حقيقية تاريخية أو إنها مسوقة مساق التمثيل الرمزي فبعض السنه قال إن الآية تتحدث عن إماتة وإحياء معنوي وليس بدني فهي تتحدث عن الموت الروحي وليس الموت البدني فأي أمة تتخذ الذلة شعار لها تموت وتسلب منها قرارها فإذا رجعت الى أسباب العزة والمنعه فإنها تحيى من جديد وتقوم قيام آخر فهنا الموت روحي وليس بدني بينما هناك روايات سنة وشيعه أطبقت وأجمعت عن قوم حقيقين في تاريخ معين أماتهم الله ثم أحياهم ولا يمكن القول بهذه النظرية في تفسير المعنى فالمعنى عندما تحمل المعنى المجازي أو الموت الواضح لابد من عرض قرينة وشاهد وهنا لا يوجد قرينة في هذه الآية.
بعض الآيات تتحدث عن الحياة نفهم أنها تتحدث عن الحياة المعنوية منها{ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} فهم أحياء ويضيف لحياتهم المادية حياة معنويه فهنا يوجد قرينه وشاهد فهم أحياء، أما أماتهم ثم احياهم لا يوجد قرينة
إطباق روايات الفريقين اعتبار إعلائي لا يمكن تجاوزه فيثبت في هذه الآية نازلة في رجوع قوم بعد الموت وأن الله أجرى عليهم الرجعه في الامم السابقة وعن الرسول الأكرم أنه قال:( كل ما جرى من سنن في الامم السابقة يجري على أمته حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة).
فالإشكال الذي طرح هو إن الرجوع الجسماني محال والمعاد الجسماني محال! لشبهة تعرف بالآكل والمأكول نؤمن بالمعاد الروحاني أو الرجعه الروحانية وعود الروح لله ولانؤمن بمعاد الأجساد وأقروا هذه الشبهة بصياغات كثيرة قالوا لو حصلت مجاعة في الناس فأكل بعض الناس بعضهم فصار الجسد المأكول ضمن جسد الآكل فصار جسد واحد هل يجعل الروح في الآكل او المأكول إذن لا يمكن رجوع الجسد
إذا أراد الله أن يرجع الخلق يرجع الروح للآكل أو المأكول
أو يجعل للجسد الواحد روح الآكل وروح المأكول إذ لا يمكن لروحين أن تدبر في جسد واحد
او أكل جزء منه هل يحشر المأكول ناقص.
نقول كل هذه الفروض باطله فلا حشر بدني للإنسان ولا رجعه بدنيه.
حاول العلماء بالإجابة بأجوبة كثيرة نقتصر على جوابين:
الأول أنتم حيرتم أنفسكم وقلتم آكل ومأكول هل إصالة الإنسان بروحه أم بجسده أم بالاثنين معا فلو أُكل بدن الإنسان وراحت في أبدان الآخرين هل تنقص إنسانيته لا تنقص الانسانية فإذا كانت إنسانيته في الروح نركب له أي جسد للحشر ولا يمثل شي من حقيقته.
إذن الروح هي الأصيله والروح لا آكله ولا مأكول هذا الجواب غير صحيح لأنه إذا اردنا حشر الانسان هل نستطيع تركيب جسد غير جسده فعلاقة الروح بالجسد كعلاقة الثمر بالشجر لا يمكن إقحام أي ثمرة في أي شجرة كذا الروح لا يمكن تركيب روح اي إنسان في جسد واحد لأنه جزء طبيعي يولد جزء ليس كالصناعي الذي يمكن فيه التركيب إذن الحشر الجسماني لا يمكن بأي جسم.
الجواب الصحيح هو أجاب به الشيخ الطوسي والحلي أن الإنسان إذا مات ودفن في الأرض فإنه لا يؤكل لا من شجر ولا حيوان ولا إنسان فإذا تحلل جسد الإنسان فإن الشجر لا يلتهم جسد الإنسان إنما يستفيد من عناصر وخصائص الانسان فعندما يأكل منها فإنها سترمى في فضلاته تراب الإنسان لا يأكله أحد فالله جعل فيه خصائص وعناصر يستفيد منها الحيوان والشجر
إن لجسد الإنسان جزئين
جزء أصيل لا يتغير
جزء متبدل فحسب كلام الاطباء يتغير جسم الانسان كل عشر سنوات يلبس جسد جديد
تموت خلايا وتتبدل بخلايا جديدة
أما البدن العارض البدن الأصلي تبقى ساكنة في بدن الانسان وإذا تحلل في القبر فإن الطينة الأصلية تبقى مستديمه وفيها كل خصائص الحياة وكل الشفرات فإذا أراد الله لها الحياة أمطر مطر الحياة فيقوم الانسان من جديد فهذه الطينة هي الرقم السري الكافي لإعادة البدن على طوره الأول فهي طينة بمقدار الدر لا هي آكلة ولا مأكولة هكذا في الرجعه يمطر الله مطر الحياة على الطينة الاصليه فيقوم الانسان من القبر وتتعلق الروح به فشبهة الآكل والمأكول لا تهدم المعاد الجسماني ولا الرجعه الجسمانيه وللحسين رجعة أفاضت فيها الروايات هل هي رجعه واحدة أم أكثر؟
بين علماء الكلام إن أول الراجعين هو بعد الحجة هو الحسين وانصاره 72 وبعد الحسين رجعه لعلي والنبي وبعدها الائمة ورجعه اجتماعية وانفرادية للأئمة فكل إمام يجتمع ويقوم في زمان يكمل دوره وكلهم يجتمعون في منظومة الهيه واحدة وكما لأنصار الحسين دور عظيم في كربلاء أيضا لهم دور عظيم في الرجعه لأن الرجعه عالم إكمال الأدوار فالسابق منهم سابق في عالم الرجعه فهم تسابقوا على الشهادة وتقدموا وأخروا الهاشميين ولكن أول من تقدم من الهاشميين هو علي الأكبر
السلام عليك يا شباب كربلاء