السبت , 8 فبراير 2025

ملخص محاضرة الشيخ حسن العالي | سر الحماسة الحسينية | ليلة 10 محرم 1446 هـ

الشيخ حسن العالي

ليلة 10 محرم 1446 هـ

16.7.2024

عنوان المحاضرة : سر الحماسة الحسينية

 

ورد في زيارة الحسين في العيدين “فجاهدهم فيك صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر لا تلومه في الله لومة لائم حتى سفك في طاعتك دمه واستبيح حريمه”
إما كان الحسين يعلم علم اليقين بتحقق القتل عليه وعلى اصحابه ألم يخبرهم أن قضاء الله في شهادتهم حتماً جزماً لا رجعة فيه، لماذا كل هذه المقاتلة والحماسة والإباء والمدافعة حتى قال بعض العلماء مخاطبا الحسين أبا عبدالله (إنما جئت لتُقتل لا لتَقتل)
هنا سؤال هل كانت فنون القتل مسرحية وتوزيع الرايات أمر شكليا أكان قيام العباس بالقتال بعد قطع الكفين حالة تصنع،لماذا لم ييسروا عملية القتل والشهادة لماذا جعلوا كربلاء ساعات طويلة ولم يجعلوها ساعه واحدة ؟ إننا كبشر إذا علمنا بوقوع الشيء حتما جزميا ولّد فينا المثبطات وتناقصت حركتنا ونشاطنا. فالطبيب مثلا إذا علم إن إسعافه للمريض لا يجدي فأنه لا يبادر
ماالذي يبعث فينا النشاط والحركة؟ هو عدم علمنا بالمغيب والنتائج فصار عدم العلم هو الذي يشعل الطاقة لأننا نحتمل فنذهب لذلك الإحتمال أما الحسين كان عالما بوقوع القتل عليه فلماذا كل ما أبداه من الإباء والعنفوان في كربلاء؟
ماهي الدروس التي أراد أن يقدمها للبشرية أن القضاء الختمي ينقسم لقسمين:
1-قضاء حتمي مع شرط
2- قضاء حتمي بلا شرط
فالأول جعل الشرط بيد الإنسان المكلف فإن أنجز الشرط تحقق الشرط وإن رفع الشرط ارتفع القضاء من قضاء أول الى قضاء ثاني كصلة الرحم مثلا فهي تطيل العمر فإذا قطع المكلف الرحم انقصف العمر
مر أمير المؤمنين على جدار مائل فأراد أن ينهد عليه ففر الى جدار آخر فقال له رجل كان معه أتفر ياعلي من قضاء الله فقال أفر من قضاء الله الى قدره أن موتي بوقوع الجدار المائل حتمي وشرط أن أظل واقفا وعن رسول الله خمسة لا ينفع فيها الدعاء أن يمر على جدار مائل إذن لابد أن يتصرف الإنسان في الشرط.
وهناك قضاء حتمي لا يتوقف على شروط وليس للمكلف دخل في تغييره كشهادة الحسين
فالقضاء الحتمي الذي لا شرط فيه هل يمكن أن يبعث في الإنسان النشاط والحيوية والعنفوان،قد يتوهم إذا كان حتمي ولا شروط المفروض أن يستسلم للقتل وييسر عليه القتل.
وهذا خطأ إن الحماسة في قبال وقوع الموت سريعا له قيمتان بل قيم
الأولى القيمه الأولى توحيدية والقيم الأخرى مثل وقيم انسانيه ذاتيه عريضه طويله الحسين عندما جاهد أعداءه مع يقينه ينم عن توحيد إلهي هذا القضاء لا يخرج عن قدرته وانت قادر على تبديله وإن قدرتك فوق كل شيء، الإحساس إن الله فوق كل شيء إحساس مدافعه الحسين.
إن القضاءات الحتمية حتميه في النتيجة وليست في الأسلوب ولا في الطريقة إسلوب الشهادة وطريقتها تختلف فمن قتل دون ماله فهو شهيد هنا طريقة القتل دون المال موكوله للإنسان، فإن إختيار طريقة القضاء الحتمي أولا تنم عن شخصية الشهيد هل هو من أهل العنفوان والإباء والمثل أم إنه ممن يعيش خوار العزيمة وضعف الإرادة والا ستسلام السريع أم أن بطولته لا حد لها.
الشيخ المامقاني يقول بعصمة السيدة زينب كل مواقفها في الطف تدل على عصمتها لأن الذي نزل عليهاتتصدع له القلوب وتذهل منه العقول هذا الصبر دل على ملكة في ذاتها.

لماذا يتغنى الأحرار اليوم بالحسين ولو سطرت البشريه كتب في الملاحم والفضائل وإباء الضيم والصبر لما أتت على كل الفضائل الحسينيه في كربلاء فمن أين عرفت البشرية ذلك؟!
لولا هذه الحماسة والمقاتله بحيث إنه ليس فقط المسلمون بل أحرار العالم رأوا الحسين فاتحا منتصرا وليس منهزما ومقتول عسكريا عرفوا من الحماسة والإباء والمقاومة فالروح الحسينيه والمناسب لمقامه الشهادة الساخنه وقد قيل لو أولد أبوطالب الناس كلهم لكانوا شجعان فماذا يليق بهم الا الموته الشجاعه.
إن من أهم البنى في علم النفس البشري أن تتحول المثل من عالم المجردات الى عالم المحسوسات ولا إمكانيه في هذا التحديد إلا أن تتجسد المثل في العظماء.
احد الغربيين يقول أعلى بنية في تربيه الإنسان أن يجد له عظيم إشتمل على كل القيم كلها، العظيم الواقعي يحول الصبر من معنى عقلي الشجاعة من معنى عقلي الإباء معنى نفسي إلى حركة عينيه في الواقع،والغرب قبل المسلمين أعلى مرحلة بنيه تخرج الإنسان من حدود النقص الى الحدود المتعاليه أن يجد عظيما قد اشتمل على المثل وحولها لوقائع
فغاندي يقول تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر فسر شهادة الحسين
الشهيد مطهري يقول إبكوا على البطل لتتعلموا البطوله والكرامه وحصنوا أنفسكم بالإسلام
بحماسة الحسين أنزل الحسين كل الصفات ذات الأفق الفكري والنفسي والمثالي.
ونقرأ في زيارة الحسين في العيد السلام عليك يا بطل المسلمين
تريد بطل في الشجاعه كانت فيه تريد بطل في الصبر فهو المقام السامي في التضحية لم يكن مجرد بطل تاريخي بل كان رائد البطولة في تاريخ البشر
وهناك كتاب شريعه التشيع عندما هزم التشيع الصفوي التشيع العلوي تحول الحسين عند الشيعه الى تجارة وفرّغ الشيعه علي والحسين وآلهما من القيم والمثل وجردوا أبطال كربلاء من شجاعتهم وعنفوانهم ونظروا لهم على أنهم مجرد بكّائيين
فالشيعه على قسمين
1-قسم مثقف ومتصحر وبعيد عن المآتم لاعاطفة له مع الحسين
القسم الثاني عاطفي بامتياز وهو الذي يقيم المآتم والمجالس ولكنه يحمل الوعي والعلم والمثابرة في الرؤيه الدينيه
فأي صنف من الشيعه الذي إذا احتاجت اليهم الأوطان وأي عمل تطوعي كانوا هم أهل البذل والعطاء المتصحرين ام اللاطمين في المواكب وبكّائين المآتم ،فلو قرأت تقارير المسؤولين في العراق من الذي حمى العراق من داعش بعد أن كادت أن تسقط أليس هم أهل المواكب والمآتم واللاطمين على الحسين*
فهل يوجد مأتم لا يلقى فيه محاضرات علمية اذا جانب العزاء فلننتبه لمن يطرح الإشكالات الفاترة ويحاولون القضاء على العزاء والبكاء على الحسين
فالحسين هو أهل الحماسة والنخوة والحميه وأشاع المثل في البشرية بلا حدود حتى وهو وحيد.
السلام على الذبيح المقتول
السلام على عطشان كربلاء

شاهد أيضاً

الملا علي البلادي | التغطية المصورة ليوم 13 محرم 1446 هـ

Verified by MonsterInsights