الإثنين , 2 ديسمبر 2024

ملخص محاضرة الشيخ حسن العالي | دور الصبر والعوامل الروحية | ليلة 13 محرم 1446 هـ

الشيخ حسن العالي

ليلة 13 محرم 1446 هـ

19.7.2024

عنوان المحاضرة : دور الصبر والعوامل الروحية

عن مولانا الحسين عليه السلام أنه قال(إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي))
هناك سؤال قُدم للشيعه من القديم ولكنه مازال يُثار بعبارات وصياغات مختلفة ومنها:
1-لماذا تستعيدون ذكرى الحسين في كل سنة وفي كل آن بلا فتور، إذا كان الحسين حاجة دينيه وسياسية واجتماعية في تاريخه الماضي فإن عالم البشر مليئ بطاقات وعلماء في كل التخصصات والفروع،فلماذا الإصرار على شخصيةماضيه؟!
لماذا لا تستعيدون الحسين كقصة رحلت تأخذون منها خصائص تاريخيه لا أن تجعلوه قيادة فاعلة متحركة تقبض على كل مراحل الحياة وفي كل التفاصيل.
هناك مقدمة فلسفية للجواب: في علم الفلسفة كل مخلوق يحتاج الى علة ليخرج من العدم للوجود.
لا يخرج شيء من كتم العدم الى الوجود إلا بعلة والعلة على قسمين:
1- علة موجدة وهي تفيض أصل وجود الشيء.
2- علة مبقية هي التي تجعله مستمر وثابت.
فالبنّاء علة موجدة والمواد علة مبقيه.
في العلاقة مع الله في الوجود اجتمعت العلتان معا
أفاض أصل الوجود ونستمر الى المستقبل بعطائه الدائم ، فبعض أسماء الله تشير لكونه علة موجدة وبعضها علة مبقيه.
الخالق موجدة والرازق والممد والمعطي علة مبقيه ومديمة.
وقال العلماء العلة المديمة لا تقل أهمية عن العلة الموجدة
كذلك علاقة الله في الوجود نفس علاقة الائمة بوجود وبقاء الدين فهم علة موجدة للدين وعلة مبقية له.
ففي الكافي عن زرارة سأل الباقر(أي أركان الدين أهم وأثمن قال الولاية لأنها مفتاحهن والوالي هو الدال عليها)
فالإمام أعطاها وصفين
المفتاح فهي علة موجدة لأنها أصل وجود الدين في الناس
الوالي هو الدليل كلما أرادت الأمة أن تنحرف عن الدين فالدليل يردها فهي علة مبقيه، فصارت الولايه مفتاح الدين في الحدوث وببركتها وبالأئمة يستديم الدين في الحياه
نفس هذا الكلام نقوله في الحسين وعملية الإصلاح الشامل فالحسين بتضحيته التاريخيه فتح باب الإصلاح وجدد الدين الذي دثر وبذكراه يديم ويبقي الإصلاح مستمر وحاضر
فعن النبي الاعظم أنه قال((إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة))إن الحسين ليس علة للإصلاح في الإيجاد، بل بالاستمرار فهو عطاء عظيم فالنبي اعطاه وصفين اجتمعت فيهما العلتان المبقيه والموجدة فالمصباح علة موجدة والسفينه مبقية بحركتها واستمرارها فهو ببعد يوجد الإصلاح وببعد آخر يديم الإصلاح.
وعنه أيضا أنه قال(حسين مني وأنا من حسين)
فأنا من حسين فصل من التاريخ أم بالحاضر والماضي والمستقبل؟
وكما قيل محمدي الوجود وحسيني البقاء والاستمرار فهو ماضي وحاضر ومستقبل إنما خرجت لطلب الإصلاح ليس الماضي وليس في حقبة زمانيه معينة بل بالحركة الكربلائيه الواقعيه بدأ بنوع من الإصلاح وبالذكرى والمثل والاكتشافات الحسينيه يديم الحسين عملية الإصلاح.
أجاد بعض الاساتذة عندما عبر عن المحرم بالبوصلة فنهاك الكثير ممن يقولون الزيع طوال العام ولكن إذا جاء ذكر الحسين تضبط البوصلة عملية الإصلاح تظل باقية.
فهل يصلح أن يكون الحسين حكاية ماضيه أم علما حيا في كل الأدواروالمراحل والأزمان.؟!!
طرح البعض إشكالا وهو:
نحن يمكن أن نعطيكم دليلا على أن ذكرى الحسين لا تصلح الواقع الشيعي وإنما تبعده عن الحضاره وأن البقاء الحسيني ليس سير للأمام إنما تراجع للوراء.
كيف ذلك!!!
قالوا إن إصرار الشيعه على إحياء الذكرى الحسينيه جعلهم يخترعون شعائر خرافيه إسطورية تحافظ على بقاء الشخصية الحسينيه وتلك الشعارات نظر إليها الناس على إنها منفرة للدين فالشيعة يتراجعون ولا يتقدمون.
بعض الشيعه أيد هذه الفكرة وإن الشيعه يصرون على بقاء الحسين نموذج حيا فلابد من طقوس
بمعنى بقاء الذكرى ينتج عنها شعائر قد يكون بعضها جديد والناس ينظرون اليها على إنها منفرة من الدين والحسين.
نحن نرد على هذه الإشكالية:
1-أي نوع من الشعائر هي التي تقولون إنها اسطورية وتخلق حالة من النفور؟ إن كان القصد الشعائر المنصوصة في القرآن، فالذي يعترض على أنها خرافية لا يسمع له فالقرآن وروايات أهل البيت جاءت سابقة للعقل البشري وفاتحة للمحالات لا يستهدي لها العقل. النصوص لا تلغي العقل ولكن تسبقه فقد ينص ويقر القرآن شيء تعتبره أنت خرافة ولكن الله هو الذي أقره فتعتبره حكمة واستقامة وهداية.
فعن الصادق عليه السلام(( إن دين لا يصاب بالعقول الناقصة ولا الآراء الفاسدة ولا المقاييس الماسدة،إنما يصاب بالتسليم))
فإذا كان الاعتراض على الشعائر القرآنيه فالحزن شعائر قرآنيه وروائيه فرأي الله والنبي والأئمة يقدم على سائر البشر. وإن كان القصد أن الشعائر المنفرة والخرافية هي الشعائر المستحدثة يعني في زمان النص لم يكن هناك مواكب عزاء ولا مآتم بهذا الشكل وموكب العزاء لم يكن موجود.
فقد أقر الفقهاء أمرا وهو إذا أقر الشارع طبيعه وكان هناك أفراد وحالات تحقق الطبيعه فكلها مصاديق.
هكذا نحن مأمرون بالحزن على الحسين والبكاء عليه وتخليد ذكراه فالجلوس في المأتم شكل من الأشكال والمشي في المواكب شكل أيضا
فإذا ظهرت شعائر يقرها العلماء والدين كلها تدخل تحقق الطبيعه التي أمرنا بهذا فلابد من طريقة وأسلوب فالأساليب التي تحقق الطبيعه لابد أن يقرها العارفون بالطبيعه،فكيف تكون خرافة وقد دلل عليها العلماء.
2- هل الذين إعترضوا على الشعائر لهم إعتبار وقيمة حتى في الغرب منتكسوا الفطرة في الغرب والفئات التي تؤيد المثلية وتشرع الظلم المقنن هل نخضع لتقييمه وذوقه؟؟!
عندما يعترض أحد على شعائرك وتفهم القيمة الذاتيه له، كثير من علماء الغرب صادقوا على الشعائر الحسينيه حتى المستحدثة وقالوا إنها منتجة اجتماعية وتكاملية وثورية عظيمه. فهل نأخذ من المنتكسين ونترك الموضوعيين، نأخذ من الجاهلين ونترك العقلاء أصحاب العقول؟؟
3- ماذا تقصدون من الخرافة،هل هو شي ليس واقعي ومن نسج الخيال ولا أثر له ولا داعي له ولا ثمرة؟
كل هذه المعاني من الخرافة لا تنطبق على الشعائر الحسينية لأنها:
1- لها مستند شرعي قرآني وقائمة على دليل .
2- صادق على عقلائيتها العقلاء.
3- إننا نجد هذه الشعائر تؤثر في العالم الشيعي أكثر من غيره أثرا تاما آثار وتبعات بلا حدود.
فما هو الخرافه فيها؟!!
فالحسين أصلح الأمة إصلاح شامل في واقعه ولازالت ذكرى الحسين باب الإصلاح والإستقامة ففي كل مفصل علينا أن نزور الحسين لو لم يرتبط بعلمية الإصلاح فهو مصلح بجهاده وموته وقبره.
السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين ما بقي الدهر
اللهم أصلحنا بالحسين وجده وأبيه وأمه وأخيه والتسعه ذريته وبنيه

شاهد أيضاً

الملا علي البلادي | التغطية المصورة ليوم 13 محرم 1446 هـ

Verified by MonsterInsights