?ملخص محاضرة سماحة د.ميثم السلمان(١١)?
(و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها )
?(الوكيل)
(الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل )..
الله عز وجل هو القيم المتكفل بأرزاق العباد و رعاية الكون و إستقراره..
?محاور:
١)معنى التوكل؟و كيف ينبغي أن ننفتح على التوكل عليه عز وجل دون سواه؟(قل لن يصبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا و عليه فليتوكل المؤمنون) آية نرددها فهل نعيش البيئة النفسانية للتوكل حقا؟..التوكل مشتق من الوكالة و هي بمعنى الإعتماد عليه تعالى ؛و فيه ثلاث أركان:
?-موكل:هو الذي يعتمد عليه الغير و يفوض الأمور إليه.أوكلك أي أعتمد عليك كونك تملك الكفاية للإنجاز.
?-الوكيل : الكفيل و المتصرف في أمور الموكل.
-الوكالة :هو العقد بين الوكيل و الموكل أي ما جرى فيها التوكيل مثل العقود ؛البيع و الشراء و الزواج و من أبرزها توكيل المحامي.
٢)ما الذي يحكم عملية التوكيل؟
الموكل لا يوكل إلا الوكيل الذي يثق به و يطمئن إليه،فمن يمتلك مصنع
و يريد أن يصدر منتجاته لا يفوض الأمر إلا لمن يحمل أمانة الوكالة.
الإنسان في هذا الوجود حينما يريد توكيل الطرف الآخر ؛فأمامه ثلاث خيارات لا غير :
-?التوكل على النفس ؛ذلك لا يعني تكريس حالة جلب الذات لا و إنما عليه أن يؤمن بقدراته المودعة فيه من قبل الله تعالى. و لكن من توكل على ذاته لا يأتي بالثمار المرجوة(اللهم لا تكلني إلى نفسي)لأن في ذلك نقص (اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا) ذلك لا يعني أن يجهل المواهب الإلهية فيه و إنما في مسيره التكاملي يحتاج لما هو أكبر من الإعتماد على نفسه.إذاً
التوكل على النفس فحسب لا يثمر (إن وكلتني إلى نفسي هلكت)..
الإنسان مهما وهبه الله من معارف و قدرات لا ينبغي أن يتعملق شعوريا؛ نحن لا نملك لأنفسنا نفعا و لا ضرا .
-?التوكل على الآخرين في الأزمات الإجتماعية أو السياسية ؛و الواقع حينما ننتصر في ساحة الجهاد الأكبر ننصر في ساحة الجهاد الأصغر .
أيعتمد ضعيف على ضعيف ،جاهل على جاهل و ناقص على ناقص؟!(لا تتكل إلى غير الله فيكلك إليه ).من توكل على غير الله حتى لو كان على من يمتلك حل الأمور ربما نصبح يوم ما ألعوبة في ذلك الطرف الموكل إليه .
مفاد حديث قدسي:(ما من عبد يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السماء دونه فإن سألني لم أعطه و إن دعاني لم أجبه ..)إذاً لا تعولوا على أحد إلا الله تعالى فوضوا الأمور إليه ففي ذلك الفرج و النصر.
ينبغي أن تفتح الأدعية قلوبنا فتأملوا(و لا تكلني إلى خلقك بل تفرد بحاجتي و تولى كفايتي )(فإنك إن وكلتني إلى نفسي عجزت عنها)
نعجز مع صراع النفس
( و لم أقم ما فيه مصلحتها و إن و كلتني إلى خلقك تجهموني و إن ألجأتني إلى قرابتي حرموني) المؤمن ينبغي أن يكن بحق من المتوكلين على الله تعالى.
?التوكل على الله (لا إله إلا الله فاتخذه و كيلا)(و توكل على الحي الذي لا يموت) .هل التوكل على الله كونه النائب؟أو بمعنى الإعتماد ؟لا المعنى أرقى من ذلك فهو بمعنى الكفاية كلها في جميع الأمور ؛كونه حكيم يراعي المصلحة فينا. (حسبي من لم يزل حسبي )(حسبي الله و نعم الوكيل ).
يونس (ع) الذي بلغ منزلة عظيمة عند الله تعالى المعروف بالحكمة و التدبير و حل مشكلات مجتمعه ؛فالتقمه حوت في ظلمة الليل و لم يقطع له لحم و لم يكسر له عظم و إذا به (ع )في تلك الأزمة يحتار يتوكل على نفسه أو الناس فذلك غير مجدي ؟ فلا مفتاح للخروج من بطن الحوت إلا الله تعالى. كذلك نحن في المحن فلنتوكل على الله عز وجل .(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) بدأ نداءه
“بلا إله إلا الله ” ذلك هو التوكل الحقيقي للوكيل للذي لا يخذلنا ..فلنسلم قلبيا بلغ ما بلغ حدث ما حدث للعزيزالجبار.
يستائل البعض ما السر في الإصرار على زيارة الحسين (ع) حيث المسير الوعر و الخطر من تفجير و قتل. ذلك نموذج للتوكل
و الذي دافعه حب الحسين (ع) فندائنا دوما “يا حسين ”
?الحمد لله رب العالمين ?