الجمعة , 19 أبريل 2024

?ملخص محاضرة سماحة الشيخ باقر الحواج(٥)? ?حرث الآخرة (أحب الأعمال)?

?ملخص محاضرة سماحة الشيخ باقر الحواج(٥)?
?حرث الآخرة (أحب الأعمال)?

?الباقر (ع):(أحب الأعمال إلى الله تعالى ماداوم عليه العبد و إن قل)

ذكرنا بأن حرث الآخرة هو العمل الصالح و الحياة الطيبة هي من آثار العمل الصالح و أنه لا عبرة و لا قيمة لكل المعايير من نسب و حسب
سوى العمل .

و تتمة لما سبق: القرآن عرض جانبا لطريقة تفكير أهل الكتاب ؛القرآن ليس كتاب تاريخ فيكتفي بعرض جوانب تاريخية فهو كتاب هدى.
أهل الكتاب تمسكوا بعنوان اليهودية و النصرانية كذا قد يتمسك المسلم بعنوان الإسلام وذلك زعم غير مقبول فالقيمة هي للعمل الصالح.

? أما حديثنا الليلة حول ظاهرة مرضية يعاني منها الكثير مما يرغب و يحب العمل الصالح و هي :يعاني البعض من عدم الحفاظ على مستوى النشاط و الحماس في إنجاز العمل الصالح فيتراجع عمله ؛لا يقل بدرجة قليلة بل بدرجة كبيرة ملفة أي يتراجع على عدة مستويات ؛منها:

_العبادي:البعض قد يقرأ القرآن كثيرا فيأتي يوم واحد لا عهد له بالكتاب و لا صفحة واحدة .أو يواظب على المستحبات و فجأة يتركها.

_الفكري:يقبل على قراءة الكتب و يحضر المجالس و سرعان ما يترك كل ذلك.

_الإجتماعي :زيارة الرحم و القبور و فترة ينقطع عنهم.

بالطبع للقلب إقبال و إدبار و لكن سرعان ما تعود النفحات بعد الإدبار ؛و الكلام هنا عن التراجع الكبير الملفت فهو أمر غير طبيعي ؛فكلما كبر الإنسان لابد أن يزاد رشده.

الصادق (ع):
(من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومن لم ير الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة)
يوماه مرحلتين من العمر أو فترتين منه.

فبالعمل إما أن يكن الإنسان :مغبون أو مغبوط أو ملعون.

في التجارة لابد من إزدياد الربح و تفادي الخسارة كذلك بالنسبة للعمر و العلم و الإطلاع لا بد من السعي لنتاج أعلى و متقدم.

~المغبوط :في نعمة وربح و يتمنى الآخرون أن يكن مثله.
~أما الملعون:إذا التساوي غبن فالتراجع لعن.

الخطورة تكمن في التناقص دون زيادة.

و لكن هل يضمن الإنسان أن يكن التناقص بحد معين بحيث لا يؤدي إلى خسارة ؛أي أن يكن الإنسان عبارة عن شخصين من خلال تحوله لشخصية متراجعة فمن لم ير الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان و من كان إلى نقصان فالموت خير له من الحياة.

و لذا في الدعاء :(و إجعل الحياة زيادة لي في كل خير و الموت راحة لي من كل شر)..

ذات يوم رأى الإمام الصادق (ع) أناس فقال لهم :(أصحاب أبي و الله خير منكم )

فقالوا نحن أصحاب أبيك ،فأجابهم:(كُنتُم ورقا لا شوك فيه و الْيَوْمَ شوكا لا ورق فيه )إشارة لتراجعهم عن العمل الصالح.

?ما هو علاج تلك المشكلة ؟

الإنسان لابد أن يداوم على عمله و إن قل كما في الحديث (أحب الأعمال إلى الله ما داوم عليه العبد و إن قل).

عمل دائم فيه تسديد من الله عز وجل. فالمداومة فيها تفاعل مع النفس و ضمانة من التراجع و إن قل العمل. فلا تركز على كثرة العمل دون تفاعل و مداومة ؛فالقلة مع المداومة فيها زيادة.

(ركعتان خفيفتان في تفكر خير من قيام ليلة)
خفيفتان و فيهما تفكر و إقبال،
قراءة دعاء و لو كان قصير مع توجه و وعي قد يستجاب ؛فالعبرة ليس في الكثرة بل بالنية و التوجه.

نفس المداومة على العمل الصالح فيها منافع لا سيما إذا كانت مأثورة عن أهل البيت (ع) ؛المداومة زيادة و كثرة.
~مثال :المداومة على زيارة عاشوراء قد يستصعبها البعض بداية و لكن فيما بعد تصبح جزء من عمله و كذا المداومة على الوضوء
و صلاة الليل و غيرها من المأثورات.

لم يترك أمير المؤمنين صلاة الليل و كذا السيدة زينب (ع )حيث صلت من جلوس في كربلاء.

الحمد لله رب العالمين

شاهد أيضاً

⁠⁠⁠?ملخص محاضرة سماحة الشيخ باقر الحواج (١٠)? ?من أنفع الأعمال?

⁠⁠⁠?ملخص محاضرة سماحة الشيخ باقر الحواج (١٠)? ?من أنفع الأعمال? قال الإمام الباقر (ع):(أنه في ...