السبت , 20 أبريل 2024

ملخص محاضرة ليلة السادس من المحرم 1439 بعنوان : العلم قرين الإيمان لا الإلحاد – الشيخ حسن العالي

عنوان المحاضرة: العلم قرين الإيمان لا الإلحاد

 

في ليلةِ توزِيع الرَّايات، وهي الليلة السّادسة من

شهر المحرّم، ارتقى منبر مأتم السَّنابس الخطيب

الشيخ حسن العالي بادِئًا مجلسه بقراءةِ أبيات

النّعي، ثمَّ تطرَّق إلى موضوع مجلسه بعنوان:

العلم قرين الإيمان لا الإلحاد بتاوة قوله تعالى:

)خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ(.

بداية وضح سماحته أن لعاج التحول إلى الإلحاد

يجب البحث بدقة عن أسباب ودواعي هذا التحول،

ففي قوله تعالى: «خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ » يرى

الشيخ أن هذه الآية التي تكررت كثيرا في القرآن

معنا ولفظا دالة أن أخذ الدين بالسطحية و الضعف

سبب من أسباب التحول للألحاد، بل أن الآية تقول

أنك ليس لك أن تختار مستوى العقيدة في الدين

بل أن عليك أن تأخذه بقوة وحزم وانفتاح في

العقيدة.

وفي رواية أن تلامذة الإمام الصادق )ع( سألوا الإمام

عن هذه الآية: )خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ( أقوة أبدان

أم قوة قلوب، قال بل: قوة أبدان وقوة قلوب. أي

أن البدن يجتهد في العبادات والقلب يجتهد في

العقيدة.

وقد بين الشيخ أن أصالة الإنسان في قلبه لا في

بدنه، فالبدن يدور مدار القلب والعقل، ومع أن

الحقيقة في القلب إلا أن العلاقة والتأثير بين العقل

والقلب وبين الأديان والبدن هي علاقة تبادلية،

فالعقل والقلب يصنع ويؤسس لمنهج البدن

والبدن إذا عمل على وفق منهج العقل والقلب

أكد ما في العقل والقلب من معارف.

وتسائل الشيخ لماذا في الشريعة فقه وعقائد ولم

نكتف بالعقيدة؟ ويجيب أن المطلوب أولا وبالذات

العقيدة، فهي تخاطب العقل والقلب ويتنزل منها

على البدن فقه، إذا اتبعه الإنسان عاد للعقيدة.

فظاهرة الإلحاد مؤسسة على ضعف وهوان في

العقيدة وهناك نموذجان في المسلمين هم الأقرب

للتحول للإلحاد:

1 .1 من يدعي بالوسطية أن يلتزم بالواجبات في

الدين دون التوجه للمآتم والمساجد والتعليم

الديني وغيرهم

2.2 ما عبرت عنه الروايات بالجاهل المتنسك: وهو

الذي يتسمك بالدين جها فهو يأخذ الدين

بالعصبية والهمجية فيعتقد أن الإسام هو

إطاق لحى وأنه هو فرض الإسام بالقوة

ومنهم «داعش » فكثير من منتسبيهم تحول

للإلحاد.

فعن السجاد )ع(: السائر على غير هدى لا تزيده

سرعة المشي إلا بعدا.

وذكر سماحته أن الضمانة الأساسية التي تعطي

المسلم حصانة ضد الشبهات في الجانب الفكري

والضمانة التي تعطي المناعة ضد الشهوات في

الجانب العملي، الضمانة الوحيدة هي أن تأخذ الدين

بقوة وتوثق وعلو وتعالي وتدرج في المعرفة با

توقف كما في الآية: «خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ .»

ثم أشار أن عدم أخذ الدين بقوة والجهل به

يجعل البعض يفهم الدليل على وجود الله دليا

للإلحاد! فقال أن هناك من الملحدين من طرح

هذه الفكرة: إننا إذا تأملنا في الكون وجدنا قوانين

اكتشف البشر كثيرا منها ما أدى إلى تصنيع

الأسحلة الفتاكة التي يمكن أن تلغي حضارة البشر

في لحظات، ولا يمكن لنا قبول أن الله أوجد هذا

النظام الذي يؤدي لكل هذه الشرور!

وأجاب على إشكاليتهم: أن وجود القوانين

المنظمة للكون هو ما يسميه علماء العقائد

بقانون النظم، وهو دليل على وجود منظم، ما

يفيد بوجود الله سبحانه وتعالى، والمخطئ هو

مستخدم هذه القوانين بطريق الشر لا الموجد

لها، فهي نعمة.

وذكر سماحته قول الإمام علي – عليه السام –

في غرر حكمه: «العلم دين يدان به » ثم وضح

أن العلم ليس فقط طريق للدين بل العلم نفسه

هو دين هو روحانية، فإذا فررت من الله ومن

صفات الله سيرجعك العلم إلى الله وإلى صفاته.

وبين سماحته أن هناك من يؤمن ويعتقد بالقوانين

والمعادلات العلمية ويدعي عدم إيمانه بالله

ولا بدين ولا بصفات الله، فهم يقولون : كيف

نخضع ونمؤمن ونعتقد بإله لا مرئي لا مسموع لا

مشموم لا محسوس؟ ورد الشيخ كان أن نقول لهم

أن هناك أشياء نؤمن بها غير مرئية كالمعادلات

العلمية التي لا نراها وليس لها رائحة أو غيرها

لكنها تحكم الوجود وتهيمن على المحسوسات،

فمعادلات الرياضيات غير مرئية ولكنها تحكم

المحسوس، فالنتيجة أن العلم أثبت لنا بخصائصه

أنه يمكن أن يكون هناك شيء غير مرئي ولكن

يتحكم بالكون والله كذلك.

وبين سماحته أن جميع الصفات التي لا يقبلها

الملحدون في الله كعدم التناهي مثلا هي موجودة

في العلم فالعلم غير متناهي وهذا إجماع بين

الناس.

واستعجب الشيخ قالا: نحن نتعقل أن يوجد هذا

التحول للإلحاد من أي فرد من البشر ولكن كيف

نتعقل أن يكون هناك شيعي من أتباع أهل البيت

يسمع رواياتهم ويستمع لمجالس أهل البيت –

عليه السام – وهو يتحول لملحد، إلا أن يكون لا

يسمع.

فذكر حديث عن الصادق – عليه السام – قوله:

تمصون الثماد وتتركون النهر العظيم » فهل من

عاقل يمص الثماد وهو الندى البسيط الذي على

الأحجار ويترك النهر العظيم. وفي الرواية أن الراوي

سأله ماذا تعني با ابن رسول الله: قال نحن نهر

العلم لماذا تذهبون إلى غيرنا، والحسين – عليه

السام – يقول إنما خرجت لطلب الإصاح .. وليس

هذا فقط الإصاح السياسي بل أن أهم أنواع

الإصاح التي يريدها الحسين هو الإًصاح العقائدي

والإعتقاد.

وأخيرا نعى سماحته الحسين )ع( ذاكرا وصول

حبيب بن مظاهر لأخذ الراية__

شاهد أيضاً

ملخص محاضرة ليلة العاشر من المحرم 1439 بعنوان : سر قلة عدد أنصار الحسين عليه السلام – الشيخ حسن العالي

عنوان المحاضرة: سر قلة عدد أنصار الحسين عليه السلام في ليلة عاشوراء ليلة الفاجعة والرزية ...