الشيخ حسن العالي
ليلة 8 محرم 1446 هـ
14.7.2024
عنوان المحاضرة : فقه وثقافة الحجاب
قال تعالى{وإذا سألتموهم متاع فأسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن}
لقد مرت مسألة الحجاب بمخاضات ومراحل متعددة فمرة تكون المشكله في شي ومرة تختلط ومرة تكون في نزع الحجاب كليا وأخرى كما في واقعنا تتسيب في الحجاب وتجعله محط للإثارة والجذابيه، فهناك من النساء من تؤمن بالدين وتقر بالإيمان لكنها تتهتك من حيث الضوابط الستر والحجاب الشرعي.
فماهو السبب الذي يجعل الكثير من النساء تتهتك بالستر؟!
الجواب هو إنعدام البيان والتبيين فالذين يدافعون عن السفور يبينون لغة الإقراربينما الذين يدافعون عن الحجاب يمتهنون لغة أخرى
لإقراره.
فهناك القنوات والحرب الناعمه ضد مفاهيم الاسلام التي تدعو للسفور ومن أكثر المفاهيم كتاب الشيخ النوري قبل عشرين عاما كتاب (ثقافة الحجاب) يقول فيه الحرب على الحجاب حرب قوية وشرسة ودفاعتنا عن الحجاب ضعيفة وفي تراجع كبير وهذا لابد له من إطروحات عميقة ففي زيارة الهادي لأمير المؤمنين زيارة الغدير المعتبرة يقول((تهتك حجب الشبه)) هذه البراهين التي تقدم ضد الحجاب هذه شبه لابد من رفعها بالبينات علينا أن نتقوى فكريا وعقائديا فبعض الغربي يقول أخبركم بمسأله إنها ستتفاقم وهي التسيب في الحجاب فإنه سيتفاقم فإذا نشرت العرض والمرض من غير بيانات وعلاجات فإنه سيتفاقم.
ومن الشبهات التي طرحت:
1- إن الحجاب هو حكم العرف وليس القرآن يعني إن القرآن لم يوجب على نساء المسلمين الحجاب وقد حاولوا فلسفة هذه الإشكالية من خلال:
1- حكم القرآن ليس واضح على النساء.
2- الحجاب أُوجب على نساء وبنات النبي لاعتبارات معينة.
3- لقد فرض الحجاب زمانيا في ذلك الوقت لأنه فيه حرائر وإماء لكي يفرق بين الإماء والحرائر.
وهذا الفهم من القرآن يعارض أقوال الفقهاء كليا، فالسيد الخوئي لايبعد أن يعد حكم الحجاب في القرآن من الضروريات عن المتشرعه أي إن الضروريات من الواضح البديهي كيف تحول هذا الواضح من المشكوك فيه، بسبب إمتهان دعاة السفور لفتاوى الفقهاء مجردة مال لها بعض شبابنا.
الإجابة:
1- يظهر إن صاحب هذه الشبهه جهة واحدة تريد إبعاد نساء المسلمين عن الحجاب.
حجاب غير واضح ،فقط نساء النبي ،لعلاج مشكلة الإماء والحرائر ماهي إلا تعدد الصياغات لفكرة واحدة فهم درسوا هذه الفكرة بطريقة ممنهجه حيث تختلف النفوس ويختلف المتلقي فهي طريقة لإقناع المتلقي وإبعادهم عن الحجاب.
فدخول هؤلاء للقرآن وقراءة فقه المرأة والحجاب قد أثر خطيئة خالفوا فيها القرآن لأن القرآن حدد دور العقل في الحكم بعد قراءة القرآن يوسطون العقل فهم يجعلون العقل بعد القرآن ويلغون دور النبوة إلا إن الفقهاء يجعلون العقل بعد القرآن وبعد النبوة ثم يأتي دور العقل إذ لابد من ضم الكلامين لاستخدام العقل.
{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب }
{ونزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزل لهم لعلهم يتفكرون}
{هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخركم من الظلمات الى النور} فكل الآيات تدل على بيان القرآن والنبي يتم الإخراج أما هم فقد جاءوا لآيات القرآن وفهموها فهما عقليا وفرديا.
الشبهه الثانيه في إن الحجاب على بنات النبي فهو لا يدل شأن من شؤون المؤمنات هل يوجد خصوصيه لا توجد خصوصية لأن فيه سعادة وفيه صعود للكمال فلابد أن تنحكم كل النساء لحكم زوجات وبنات النبي فالآية الكريمة أعطت علة مطلقة {أطهر لقلوبكم وقلوبهن} فإذا كان هناك أمر يترتب عليه حكم طهارة القلوب فهو يترتب على كل فرد
الثالثة إن آية الحجاب للتفريق بين الإماء والحرائر فقد ورد في بعض الروايات أن يعرفن أنهن حرائر فلا يؤذين ، يعرفن أنهم أهل ستر وعفاف ومنظومة دينية فلا يتعرض لهن أهل الرغبات ويكفي في الحكم العام على الحجاب ما قاله السيد الخوئي إنه من الضروريات والدليل عليه وليضربن بخمرهن على جيوبهن وبداية الآية قل للمؤمنات يعني لكل مؤمنة يضربن جلبابهن على الصدر وهو المنتشر في اوساط المؤمنات.
إذن كل إشكالية على الحجاب والستر يمكن الإجابة عليها ولكن بالدخول معهم بالنقاشات القرآنيه والفكرية
وهناك البعض يتساءل ماذا تريدون من الحجاب صيانة المجتمع عن كل الملذات والرغبات الطائشة إن عصا القانون اليوم أداة سحرية في منع التجاوزات والتحرش الجنسي؟!
لو نظرنا للفرق بين كلفة ضبط الأمن للعلاقات وكلفة ضبط الحجاب للعلاقات واذا اعتمدنا على القانون في ضبط العلاقات وتعطل هذا القانون ماذا سيحدث؟ اذا أقررت القانون جعلت أداة مؤقته لضبط السلوك فأي وقت تتعطل يرتفع السلوك فصار القانون عصا.
أما الحجاب فهو منظومة فكرية رمزية إيمانيه بقيم سواء يوجد قانون ام لم يوجد فالذي يفهم قيم الحجاب فهو رادع له.
القانون إنما عصا سحرية موجهه للأبدان لكنه لا ينفذ للأرواح. بينما إذا انضمت الفضيله من أجل الحجاب بالقوانين الدينيه صار يمتنع للمحافظة على الفضيله فهو ينفذ للروح.
هل القانون الغربي المتشدد والمتجدد الظواهر الجنسية والتحرشات؟؟
فالتقارير الدولية تثبت إن الدول المتطورة في هياكل الاجساد هي أكثر الدول مريضة بهذا المرض من تحرش وغيرها، فهم لم يجعلوا أي دولة مسلمة يسود فيها الحجاب
لذلك إقرار الفضيلة هو أعظم صيانة للمجتمع فإستبدال عنصر الفضائل بالعناصر الأخرى إنما هو ضبط مؤقت.
فكربلاء هي مجمع الفضائل نتعلم من الرجال والنساء والأطفال فرجالهم خير الرجال ونساءهم خير النساء وأطفالهم خير الأطفال، ونحن نؤبن صاحب الفضيله القاسم بن الحسن
السلام عليك يا ابن الحسن القاسم