📜 ملخص محاضرة الشيخ ميثم السلمان
ليلة العشرين من شهر رمضان
١٤٣٦ هـ – ٦ / ٧ / ٢٠١٥
🌹أخلاق علي (ع ) 🌹
قال تعالى :(و إنك لعلى خلق عظيم )
إذا نظرنا لأخلاق تجلت في أفعال الرسول ( ص) ينبغي أن نتأسى بها فتفتح لنا الأفق للكمال الأخلاقي.
النبي محمد (ص) قالب الكمال الأخلاقي الآدمي.
و ينبغي أن ندرك أن أخلاق علي (ع) ترجمة و إمتداد لأخلاقه (ص).
🔸ما هي الأخلاق ؟
الرسول الكريم (ص):(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
الأمير (ع):(إن أكملكم إيماناً أحسنكم خلقا )
~الأخلاق :هيئات وجدانية معنوية باعثة على السلوك التي يصدر منا.
و من رحمة الله أنه حبب الإيمان لنا و بالتالي حبب لنا السلوك السامي إلى اعلى المستويات، فنحن بين جاذبيتين:
~ملكوتية: لمكارم الأخلاق.
~و سفلوتية:للسلوك الدني.
علينا أن نملي الفطرة بالفضائل و الأخلاق.
الأخلاق قد تكون ؛أخلاق إيجابية :هي فضائل نفسانية. أي الاستعداد للخير.
و سلبية: رذائل نفسانية .أي الاستعداد لسلوك الشر.
مرة فضيلة و مرة رذيلة فلنضاعف الفضائل و لنحاصر الرذائل.
عملية الأخلاق ليس منفصلة عن جهاد النفس و مقاومتها. ذلك لا يعني إلغاء الشهوة ؛ و لكن ترشيدها. فهي بين إفراط و تفريط. ليس المطلوب الشره أو الخمول الشهوي بل المطلوب العفة ؛أي بلوغ الوسطية الأخلاقية و ذلك لا يكون إلا بجهاد النفس ، رعاية المصالح ،درء المفاسد و ضبط الانفعالات.
🔸هل توجد مراحل للأخلاق من أجل الوصول للكمال ؟
~ثلاث مراحل :
١) الحالة:أي قد تعيش في حالة تبعث على الشفقة و لكن لست شفوق بالطبع. و إنما كونك تعرضت لحملة و حشية مثلا ؛فهذه الشفقة هل هي انفعال نفساني ؟أم حالة أرسيت في النفس ؟
أنت شفوق ؛فتقبل مثلا على القرآن و الدعاء .
٢)الملكة :أي هيئة وجدانية باعثة على السلوك يصعب إستئصالها. و هنا تتحول الحالة إلى مرساة في النفس.
الملكة تتعمق في النفس فيكون السلوك بها تلقائي.
٣)الإتحاد :أي تتحد الملكات مع كيان النفس دون إستطاعة التخلص منها.
مثال :البشاشة قد تتحد مع الشخصية.
الفضائل إتحدت مع علي (ع)فلا انفصال بين العدل و علي و لا بين العفة و علي و لا بين الشجاعة علي (ع).
من إتحذ فيه ذكر علي فقد رأى جمال علي (ع).
🔸مكارم الأخلاق عند علي (ع):
علي (ع) قال :(عليكم بمكارم الأخلاق فإنها رفعة و إياكم و الأخلاق الدنية فإنها تضع الشريف )
الأخلاق الجميلة تشكل جاذبة شئت أم أبيت.
علي (ع) أصَّل في أصحابه تلك السمات الأخلاقية كونه يعيش كمال التخلق.
ينبغي أن نتخلق بكل الأخلاقيات لا يكفي أن أكون كريما و لا أكون صادقا !(أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض ..)
🔸أخلاق علي (ع) لها فروع سياسية إجتماعية و غيرها. هنا بعض المصاديق:
~التواضع. من رأى أنه كاملاً لن يتكامل، و من رأى أنه ناقصاً سعى لسد النقص. فلا تستكثر خير صدر منك و تستضغر فضل الآخر.
(الإعجاب ضد الصواب و آفة الألباب)
لأن المعجب يستكثر عمل الخير منه و يستصغره من الآخر ،و يستصغر الشر منه بينما يستكثره من الآخر.
~احترام الآراء (لا وحدة أوحش من العجب و لا مظاهرة أوثق من المشاورة)
حينما يبلغ الابن لا تعتمد على أسلوب الأمر و النهي ؛فشاوره.. و حفزه و لتقنعه إن لم ينفع إرجع للأمر و النهي.
بل حتى مع الآخر لا تستصغر رأي
(فمن استبد برأيه هلك )
فلتمتلك مرونة نفسانية و عش تقبلاً اجتماعيا ) أدر الخلاف و إعمل بما أتفق عليه.
~حفظ كرامة الآخر؛أي الحفاظ على السمعة و حذار من نشر الإشاعة.
علي (ع) يريد عندما نواليه أن نتخلق بأخلاقه.
قال (ع):(فاستر العورة ما استطعت يستر الله منك ما تحب ستره.. )
إدامة نعمة الستر تكون بالستر على الآخرين ،نحن مكلفين بالأمر بالمعروف لا الفضح.
علي (ع) (أكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله) كم نقع في هذه المعضلةالأخلاقية ؟فلنرجع للنفس
و إلى الله تعالى.
كلنا عصاة ؛فلماذا الفضح؟!
~علي (ع) كان يُلعن و يُسب فوق المنابر بأمر من السلطة الأموية ؛و لكن هل شتم علي (ع) أو هل شرع أن نسب من يسبنا ؟ لا..
علي (ع):( كَرِهْتُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا : لَعَّانِينَ ، شَتَّامِينَ تَشْتِمُونَ ، وَتَتَبْرَءُونَ ، وَلَكِنْ لَوْ وَصَفْتُمْ مَسَاوِئَ أَعْمَالِهِمْ فَقُلْتُمْ مِنْ سِيرَتِهِمْ كَذَا وَكَذَا ، وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ كَذَا وَكَذَا ، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ ..)
فنحن لا نحتاج لسب داعش و أمثالها ففضح جرائمهم تكفي.
عندما و صَلِ الخبر إلى الشام بمقتل علي (ع) استغربوا. لماذا ؟لأنهم تحت تأثير السلطة الأموية. قالوا :عجباً أيصلي علي بن أبي طالب حتى يقتل في صلاته؟!!!
الذي يشاهدك تلطم و تبكي على علي (ع )ربما لا يدرك ما في قلبك من محبة لعلي (ع).
السلام عليك يا أمين الله في أرضه..
نسألكم الدعاء🌹